محبّة الآخرين هي أثمن ما أملك

   أعترف، أمام الله والناس، أنني كنت محظوظاً جداً خلال رحلتي مع الكلمة، فلقد غمرني الأدباء والشعراء بآلاف المقالات والقصائد التي تشيد بي وبأدبي، وهذا ما لم يحدث مع غيري بتاتاً، كما همس كبيرنا نزار قبّاني في أذني خلال إحدى مكالماتنا التلفونية بين سيدني ولندن قبل أن يتوفّاه الله، ويرحل عن عالم اشتاق طلته ورنة صوته ووهج أشعاره: أنت محظوظ يا شربل بمحبة الآخرين لك.
ومحبة الآخرين هذه، قد ترميك في كثير من الأوقات في دوّامة من الخوف تقضي عليك تماماً، إذ أن من واجبك رفع سقف عطائك كي لا تنحدر الى الأسفل، وتنحدر معك "محبة" جمعتها برموش عينيك، وحضتنتها داخل قلبك، فكيف تفرّط بها؟
   ذات يوم، أقام الشاعر عصام ملكي مأدبة عشاء دعا إليها الشعراء والادباء وغيرهم، ولأنني لم أتمكن من مشاركتهم اللقمة الطيبة، والسهرة الأطيب، فتح هاتفه النقّال لينقل إلي ما يحدث، وليهديني هذه الأبيات التي أوحت إليّ بعنوان المقال:
شربل بعيني بكلّنا موصول
وما في حدا ما قال يا عيني
محبّة العالم حضرتو بيقول
أثمن ما يملك شربل بعيني
   بعدها، كلمني الأديب عباس علي مراد، وأغدق علي من محبته الشيء الكثير، ثم تبعه الشاعر جورج منصور بهذه الردة المنصورية الرائعة:
يا شربل انت الزهره
العم منشمّ معانيها
قللي شو نفع السهره
وانت مش حاضر فيها
   وكان "المنصور" قد أنعم عليّ بردة زجلية رائعة إثر نشري الحلقة الثانية من برنامج "عظيم من بلادي" الخاصة بابن بلدته "متريت" المرحوم رامز عبيد.. فقال:
يا شربل اللي الحب بيقلبك قَطَنْ
الشعّار ما كرّمت لو منَّك كريم
قاعد تفتّش ع عظيم من الوطن
وعند الحقيقه إنت شاعرنا العظيم
أما الشاعر الحبيب مارون طراد فقال:
بتدلق يا شربل شعر صافي منوحي
خالد على مرّ الزمن ما بينمحي
مع كل طلّه في إلك موقف عظيم
شاعر خيالي وإرتجالي ومسرحي
وما ان انتهى مارون حتى أطلت الدموع من عينيّ، وصوت كل من كان في السهرة يصيح:
ـ كاس شربل بعيني
ألا توافقون معي لو قلت: محبّة الآخرين هي أثمن ما أملك.. بلى والله.
**