ورقة جوزاف بو ملحم

قد يُفاجأ صديقي جوزاف بو ملحم بقراءة هذا المقال في مجلّة "ليلى" ، لا لأن المقال يحكي نكتة صدرت عنه ومنه بعفويّة ومرح، بل لأنّه نُشِر في زاوية "ستوب"، التي أعلنت وفاتها يوم أعلن جوزاف وفاة جريدته الرائدة "صدى لبنان" وهي في أوج ازدهارها، كي لا يكون شاهد زور في مرحلة كانت وستبقى الأردأ في تاريخ الوطن الحبيب لبنان.
"ستوب" عادت للحياة بفضل تشجيع إبن أمين بو ملحم وباقي المشتركين الشرفاء، ولن أخبركم كيف اشترك صديقي جوزاف بالمجلّة كي لا أجرح تواضعه.
أما النكتة فهي :
قمت بزيارة لمطبعة راليــا برس ، التي يديرها "أبو الزوز" ، وكان عنده، كالعادة، أكثر من سبعة زبائن، وجوزاف مثل "أم العروس" يروح ويجيء، يرد على أسئلة ذاك، ويبتسم لتـلك، ويفلفـش بيديه آلاف الأوراق البيضاء والمحبّرة، ومع ذلك كلّه يلتفت نحو إحدى النساء الصديقات وينهرها إذا أطلقت سعلة في مطبعته ، قائلاً لها:
ـ هون ممنوع القحّ ، بدّك تقحي ، قحّي قبل ما تجي لهون ..
فكانت تضحك وتقح نكاية به ، وتهمس في أذني:
ـ أللـه يساعدو ..
ـ اسكتي .. هلّق بيسمعك
ـ مش مسموح هيك .. صاحبك عم يتعب كتير .. بكرا بدّي قول لمرتو تراز تشتريلو تاكسي أحسن..
ـ تاكسي!! ليش ما بتقولي جريدة؟
ـ شو .. بدّك يضارب عليك؟
وفجأة سأله أحدهم أن يكتب له السّعر على ورقة صغيرة كي يتشاور بشأنه مع ابنته العروس.. فأخذ جوزاف بو ملحم يركض صوبي والجدية بادية على وجهه ويصيح:
ـ شربل .. شربل .. معك ورقة؟
ـ معي شو..
ـ ورقه.. ورقه..
ـ ولوه .. عندك كل هالورق بالمطبعه.. وبدّك ورقه منّي .. شو مفكّرني POST OFFICE
فضحك جوزاف وقال :
ـ أللـه سترني.. لو كانت "الستوب" بعدا ماشية .. مدري شو كنت عملت فيي.
" الستوب " مشيت يا جوزاف .. كرمالك بس.
**